أيّها الزملاء الأكارم،
كنت أؤثر أن أقف موقفي هذا قبل هذا اليوم، ولكن تدافع الأحداث التي مرّت بنا حالت دون تحقيق رغبتي هذه، واني أنتهز فرصة هذا الاجتماع لأعلن أمامكم رغبتي المخلصة بالتخلّي عن رئاسة مجلسكم الموقّر، لأفسح المجال أمام القضاء العادل ليقول كلمته العليا فيما لفّق من حولي من تهم وأباطيل لم ينجُ منها أكثركم ان لم أقل جميعكم، فقد دأبت أجهزة اعلام القاهرة على توزيع التهم ونشر الأباطيل للتشكيك برجالات السياسة وبالعاملين في الحقل الوطني في هذا البلد الكريم أملا" بفت عضدهم، وتشتيت شملهم، واخفاق صيحة الحق المدوّية التي انطلقت تعلن على مسامع العالم العربي خيانات حكام القاهرة في رعاية القضايا العربية وسبلهم المعوجّة التي سلوكها لوأد القوميّة العربية وتمزيق شمل الوحدة. وطبيعي وقد تصدّيت للعمل مع قادة انتفاضة الثامن والعشرين من أيلول أن ينالني النصيب الأوفر من سهامهم المسمومة وأراجيفهم المكذوبة. وأنا سعيد جدا" أن تكون هذه التهمة والأباطيل قد أصبحت تحت يد القضاء ليقول كلمته فيها ويعلن على الملأ حكمه فيها، وليس أدعى لقلبي وأحب لنفسي من أن أقف في ساحة القضاء كأي مواطن عادي، وعلى ذلك أرغب اليكم بالحاح ورجاء قبول استقالتي من منصب رئاسة مجلسكم الموقّر.
ولا يفوتني في هذه اللحظة أن أتقدّم اليكم جميعا" بالشكرالعميق للثقة الغالية التي شرّفتموني بها وأنا بها فخور ومعتزّ وأرجو أن تثبت لكم الأيام المقبلة أنكم لم تفرطوا في هذه الثقة قيد أنملة، فشعاع الشمس لا يخفى ونور الحق لا يطفى .
وأحبّ في هذه المناسبة أن أسجّل لكم المعونة الصادقة التي لمستها منكم خلال تسنّمي رئاسة مجلسكم ، وان أشيد بالجلسات المطوّلة التي عقدتموها في خلال أيامكم القصيرة وكنت أشعر أنني أرهقكم بالعمل الدائب والمستمر، ولكن شعوري بتفانيكم في خدمة وطنكم الحبيب كان يشجعني أن أطلب منكم العمل فوق طاقتكم. وما زلت أشعر أنّكم ستظلون دائما" وأبدا" سدنة هذا الوطن، ورعاة مصالحه، وحماة أهدافه، وفقنا الله جميعا" للعمل بما فيه مجد الأمّة العربية ، ونشر لواء الحرية فوق ربوعها، وتوطيد كرامة الفرد في أرجائها بروح من الخير والعدالة.
عاشت الجمهورية العربية السورية في ظل نظام دستوري ديمقراطي.